نهاية الظالمين
والحديث عن الظلم ، حديث تقشعر منه الجلود ، وتنفطر منهوله الأفئدة .
ولكن لما كان الإنسان من طبعه أنه يميل إلى الجور والظلم ، وهذاما علمته الملائكة الكرام ، لما خلق الله تعالى آدم ، ( قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَامَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ) .
حذرنا الإسلام أن يقع المسلم فيظلم أو جور، فقد أخرج البخاري ومسلم عن جابر " أن رسول الله صلى الله عليه و سلمقال : اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة "
والحبيب المصطفى يوصي معاذ بنجبل لما بعثه إلى اليمن : فيقول له : ( واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين اللهحجابٌ )
لذلك ومن هنا قد حرم الله سبحانه الظلم بين عباده ، فقد جاء في الحديثالقدسي : ( يا عبادي ، إني حرّمتُ الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرّماً فلاتظالموا ) .
إذا كان الظلم حراماً ، فما هو الظلم وما حقيقته، وما هي نهايةالظالمين في الدنيا والآخرة ؟
الظلم أنواع : أ ـ أن يظلم الإنسان نفسه ب ـأو أن يظلم الإنسان غيره .
أما أن يظلم الإنسان نفسه :
وذلك أن يقترفالإنسان الذنوب ، وأن يعصي علام الغيوب ، لم يمتثل بالمأمور ، بل تعدى ذلك وفعلالمحظور ، قال تعالى : ( تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْيَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) وقال : ( وَتِلْكَحُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَاتَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ) .
وكثير من الناس منظلم نفسه ، وقد عبر القرآن عن هذا ، فقال تعالى) ثُمَّأَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌلِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ )
وأكبرالظلم أن يشرك الإنسان بالله تعالى ، قال تعالى : ( وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُلِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَلَظُلْمٌ عَظِيمٌ )
ثم الذي يمنع مساجد الله ، ويحارب المصلين ، قال تعالى : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُوَسَعَى فِي خَرَابِهَا )
ثم الذي يعرض عن آيات الله ، قال تعالى : (وَمَنْأَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَالْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ )
ثم الذي يكتم الشهادة ، قال تعالى : ( وَمَنْأَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ )
وأما أن يظلمالإنسان غيره ،
فصوره في المجتمع كثيرة وأذكر لكم صوراً بينها لنا القرآنالكريم ، فمنها أن لا يحكم الإنسان بما أنزل الله ، قال تعالى : ( وَمَنْ لَمْيَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )
ومنها أنيولي المسلم وجهه إلى القوم الكافرين ، ليقلدهم في كل شيء ، قال تعالى :
( وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )
فإذا ظلم الإنسانالناس فهل يترك سدى ؟ لا أبداً
( وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّايَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِالأَبْصَارُ )
وأخرج الإمام البخاري في صحيحة ، عن أبي موسى الأشعري - رضي اللهعنه - ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إن الله ليملي للظالم ،فإذا أخذه لم يفلته ) ، ثم قرأ : ( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذهأليم شديد ) .
فأسباب هلاك الأمم في الدنيا قبل الآخرة ، هو الظلم
(وَتِلْكَالْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا) الكهف
( فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون ) البقرة
فقوم نوح أغرقوا بظلمهم وكفرهم ، قال تعالى(وَلَاتُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ )
( فَأَخَذَهُمُالطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ )
وفرعون وجنوده أغرقهم الله في اليم كذلك بظلمهموطغيانهم ،( فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْكَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ )
( وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَافَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ * فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْإِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ )
هذاعقابهم في الدنيا ، أما في الآخرة :
( إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًاأَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِيَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا )
( مَالِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ )
( وَمَا لِلظَّالِمِينَمِنْ أَنْصَارٍ )
( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا
)
قال أبو العتاهة:
أما واللهإن الظلم لؤم وما زال المسيء هو الظلوم
إلى ديان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمعالخصوم
والحديث عن الظلم ، حديث تقشعر منه الجلود ، وتنفطر منهوله الأفئدة .
ولكن لما كان الإنسان من طبعه أنه يميل إلى الجور والظلم ، وهذاما علمته الملائكة الكرام ، لما خلق الله تعالى آدم ، ( قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَامَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ) .
حذرنا الإسلام أن يقع المسلم فيظلم أو جور، فقد أخرج البخاري ومسلم عن جابر " أن رسول الله صلى الله عليه و سلمقال : اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة "
والحبيب المصطفى يوصي معاذ بنجبل لما بعثه إلى اليمن : فيقول له : ( واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين اللهحجابٌ )
لذلك ومن هنا قد حرم الله سبحانه الظلم بين عباده ، فقد جاء في الحديثالقدسي : ( يا عبادي ، إني حرّمتُ الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرّماً فلاتظالموا ) .
إذا كان الظلم حراماً ، فما هو الظلم وما حقيقته، وما هي نهايةالظالمين في الدنيا والآخرة ؟
الظلم أنواع : أ ـ أن يظلم الإنسان نفسه ب ـأو أن يظلم الإنسان غيره .
أما أن يظلم الإنسان نفسه :
وذلك أن يقترفالإنسان الذنوب ، وأن يعصي علام الغيوب ، لم يمتثل بالمأمور ، بل تعدى ذلك وفعلالمحظور ، قال تعالى : ( تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْيَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) وقال : ( وَتِلْكَحُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَاتَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ) .
وكثير من الناس منظلم نفسه ، وقد عبر القرآن عن هذا ، فقال تعالى) ثُمَّأَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌلِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ )
وأكبرالظلم أن يشرك الإنسان بالله تعالى ، قال تعالى : ( وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُلِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَلَظُلْمٌ عَظِيمٌ )
ثم الذي يمنع مساجد الله ، ويحارب المصلين ، قال تعالى : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُوَسَعَى فِي خَرَابِهَا )
ثم الذي يعرض عن آيات الله ، قال تعالى : (وَمَنْأَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَالْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ )
ثم الذي يكتم الشهادة ، قال تعالى : ( وَمَنْأَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ )
وأما أن يظلمالإنسان غيره ،
فصوره في المجتمع كثيرة وأذكر لكم صوراً بينها لنا القرآنالكريم ، فمنها أن لا يحكم الإنسان بما أنزل الله ، قال تعالى : ( وَمَنْ لَمْيَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )
ومنها أنيولي المسلم وجهه إلى القوم الكافرين ، ليقلدهم في كل شيء ، قال تعالى :
( وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )
فإذا ظلم الإنسانالناس فهل يترك سدى ؟ لا أبداً
( وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّايَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِالأَبْصَارُ )
وأخرج الإمام البخاري في صحيحة ، عن أبي موسى الأشعري - رضي اللهعنه - ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إن الله ليملي للظالم ،فإذا أخذه لم يفلته ) ، ثم قرأ : ( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذهأليم شديد ) .
فأسباب هلاك الأمم في الدنيا قبل الآخرة ، هو الظلم
(وَتِلْكَالْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا) الكهف
( فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون ) البقرة
فقوم نوح أغرقوا بظلمهم وكفرهم ، قال تعالى(وَلَاتُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ )
( فَأَخَذَهُمُالطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ )
وفرعون وجنوده أغرقهم الله في اليم كذلك بظلمهموطغيانهم ،( فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْكَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ )
( وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَافَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ * فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْإِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ )
هذاعقابهم في الدنيا ، أما في الآخرة :
( إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًاأَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِيَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا )
( مَالِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ )
( وَمَا لِلظَّالِمِينَمِنْ أَنْصَارٍ )
( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا
)
قال أبو العتاهة:
أما واللهإن الظلم لؤم وما زال المسيء هو الظلوم
إلى ديان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمعالخصوم